منذ فترة و سوني تعاني، و رئيسها الحالي و الذي تم تعيينه ليس قبل فترة طويلة و هو كاز هيراي يعمل على إنقاذ الشركة. السياسة التي يتبعها كاز و...
منذ فترة و سوني تعاني، و رئيسها الحالي و الذي تم تعيينه ليس قبل فترة طويلة و هو كاز هيراي يعمل على إنقاذ الشركة. السياسة التي يتبعها كاز واضحة جدا، نتخلى عن الأقسام الغير ربحية و نركز على الأقسام الربحية. أحد الخطوات الكبيرة التي تمت من قبل سوني في هذا المجال هي التخلص من أجهزة VAIO بالكامل ببيع القسم و العلامة التجارية. سوني فقدت ريادتها في كافة المجالات (اذا استثينينا ألعاب الفيديو)، فهي تعاني من منافسة شديدة في مجال التلفزيونات و الكاميرات و الهواتف و الى آخره من الإلكترونيات التي تندرج تحتها. آمال سوني تقع بشكل كبير على الهواتف و الأجهزة الذكية، فالشركة اشترت حسة إيركسون منذ فترة و تفردت بقسم كامل للهواتف، و تأمل أن تتمكن هواتف إكسبيريا من إعادة الشركة بالكامل الى الربحية و الوضعية الإقتصادية المريحة.
هواتف سوني ليست بالسيئة إطلاقا، فمن يشاهد مراجعاتنا لهاتف Xperia Z2 أو الهاتف الذي تلاه Xperia Z3 فسيعلم أنهما على جودة عالية. لكن سوني قد أوقعت متابعيها و مستخدمي الهواتف في حيرة كبيرة، فـXperia Z3 ظهر بشكل مفاجيء بعد Xperia Z2، و أصبح المستخدم لا يدري هل يشتري Z3 أم ستصدمه سوني بإصدار Z4 بعده بأشهر معدودة. أجندة سوني المبعثرة لم تقف على هاتفها الرئيسي، فالشركة رغم زعمها نية الإبتعاد عن الأسواق الإقتصادية و المتوسطة الا أنها أغرقت السوق بهواتف إكسبيريا. في الفترة الماضية تم إصدار Xperia M2 و Xperia T3 و Xperia C3 و Xperia E3. و تعددت الإصدارات و اختلفت المواصفات و الأشكال كانت متقاربة كثيرا. في نهاية الأمر المستهلك أصبح في حيرة، و لم يعد أحد يعرف أي جهاز مخصص له و كم هي الفترة الزمنية بين كل إصدار و الآخر.
أحد الشركات الأخرى التي تعاني من كثرة الإصدارات كانت HTC لكنها أسرعت بتصحيح أوضاعها. بالنسبة لـHTC اكتفت الشركة بهاتف رئيسي واحد سنوي، ماشية على خطى أبل. إن نظرنا للأشهر الماضية سنجد أن HTC One M8 كان دائما تحت الإنظار، من الحملة التسويقية الضخمة في دوري أبطال أوروبا، و هي التي ترى منها HTC أسلوبا عنيفا للتصدي لقوة سامسونج التسويقية، الى الحملات المعتادة في الشوارع و التلفزيون. سوني بعد تجربتها السيئة هذا العام يبدو أنها في الطريق الى إصدار هاتف رئيسي واحد في العام، بدلا من إصدار تحديث كل 6 أشهر تشتت فيه ذهن المستهلك.
سوني تعاني كثيرا مع سلسلة Xperia Z الرئيسية، فهي تنافس عمالقة مثل أبل و سامسونج، ممكن احتكروا كثيرا من هذا السوق بهواتف أيفون و جالكسي. لكن سوني أيضا تنافس HTC و غيرها من الشركات. عندما ننظر الى السوق و نجد هواتف بمواصفات تقنية جبارة و أداء عالي مثل LG G3، تباع بسعر أقل بـ1,000 ريال تقريبا عن Xperia Z3، فنعرف كيف يمكن للمنافسة أن تكون صعبة لسوني في هذا السوق، و كأننا نرى التاريخ يعيد نفسه و المنافسة الكورية في سوق التلفزيونات بالقيمة المغرية.
لكن سوني لا تعاني فقط في سوق الهواتف الراقية و الأساسية، فهي تعاني في الأسواق المتوسطة و الإبتدائية. أثناء حديثها عن نتائجها المالية السلبية هذا الربع قالت الشركة أنها واجهت منافسة قوية في الأسواق الدنيا من الشركات الصينية. بالتأكيد سوني ستعاني هنا، حتى سامسونج لم تسلم من التصاعد الضخم لشركات مثل لينوفو و هواوي، بداية من السوق الصيني الى الأسواق الناشئة المختلفة حول العالم. و هذا يعتبر فقط بداية بسيطة لهم، فهم يطمحون لأكثر من ذلك، و لعلنا نرى في صفقة استحواذ لينوفو على موتورولا توثيقا لرغبة النجاح العالمي و حتى على مستوى الهواتف العليا.
أوقات صعبة تنتظر سوني بكل تأكيد، هذا العام تكبدت الشركة الكثير من الخسائر بسبب إعادة الهيكلة، لكن العام القادم يجب أن تظهر نتائج حقيقية، لأنه اذا لم يحدث ذلك، فلربما تكون نهاية الشركة العريقة سوني التي عرفناها لسنوات طويلة.
شاركونا آرائكم بالموضوع و النقاش في قسم التعليقات في الأسفل.
إلكتروني http://ift.tt/10LaOqX